توفي البارحة الأحد عن عمر ناهز 83 سنة السفاح الأمريكي تشارلز مانسون الذي أسس جماعة دينية وقتل مجموعة من الأشخاص من بينهم الممثلة شارون تايت، بحسب ما أعلنت سلطات السجون في كاليفورنيا مساء الأحد.
أرتكب أعضاء جماعة "العائلة" (مانسون فاميلي) التي أسسها تشارلز مانسون سلسلة عمليات قتل مروعة صيف كاليفورنيا عام 1969، حيث قُتل تسعة أشخاص في غضون خمسة أسابيع فقط بمن فيهم الممثلة شارون تيت في ظروف وحشية.
ورغم أن مانسون لم يرتكب أي جريمة بنفسه، إلا أنه لم يستطع الافلات من حكم الاعدام الذي خفف للسجن المؤبد حيث قضى بقية حياته في السجن.
تشارلز ميلز مادوكس المولود في عام 1934 في سينسيناتي بولاية أوهايو كان نتاج علاقة غير شرعية لكاثلين مادوكس التي كانت تبلغ من العمر 16 عاماً، بعد ولادة تشارلز ، تزوجت من ويليام مانسون فأخذ الولد اسم زوج أمه.
عاش طفولة بائسة وكانت أمه المدمنة على الكحول قد سجنت بعد سرقتها محطة وقود فأُودع الطفل لدى أخواله.
وعندما أفرج عن أمه بشروط، عاشت مع ابنها البالغ من العمر ثمان سنوات في بيوت مهجورة قبل أن تنجح المحكمة في وضعه في مركز للرعاية يتبع الكنيسة الكاثوليكية، لكنه هرب بعد عشرة أشهر.
مسيرة حافلة
بدأت سلسلة جرائم مانسون بسرقة الدكاكين والمحلات الصغيرة ومنها سرقات مسلحة
وامضى في السجن فترات متلاحقة.
وعند بلوغه السابعة عشر، كان سجله حافلا بالجرائم، وبعد تمرده على سلطات السجن تم تصنيفه باعتباره "رجلا خطيرا".
ولكن بعد 1954، وبعد اظهاره سلوكا حسناً، مُنح الإفراج المشروط فانتقل إلى فرجينيا للعيش مع والدته، وفي عام 1955 تزوج من روزلين جين التي كانت تعمل في أحد المستشفيات.
ولكنه عاد إلى سرقة السيارات فوضع قيد المراقبة لمدة خمس سنوات، وعندما لم يمثل أمام الحكمة في قضية أخرى حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات وخلال هذه الفترة طلق زوجته التي بدأت تواعد رجلاً أخر.
بدأ مانسون علاقة جديدة مع بائعة هوى تدعى "كاندي ستيفنز" التي بكت راجية المحكمة بأنهما سيتزوجان إذا خرج من السجن، فعلق القاضي الحكم لمدة عشر سنوات، لكنه عاد وانتهك شرط الافراج عنه فأمرته المحكمة بتنفيذ العقوبة.
وفي عام 1967 أُطلق سراحه من السجن رغم مناشدة السلطات باستمرار حبسه، وبعد أن أمضى نصف حياته في السجون، بات غير قادر على التأقلم مع العالم الخارجي من جديد.
ظهور الجماعة
بعد خروجه من السجن انتقل إلى سان فرانسيسكو، وهناك التقى بموظفة مكتبة تدعى "ماري بونينغ" وأقنعها مانسون لاحقا بالسماح لــ 18 امرأة أخرى بالعيش معهما وتكوين ما عرف لاحقاً باسم "عائلة مانسون".
ووصف مانسون نفسه بأنه غورو (زعيم طائفة دينية) ابتدعها باعتباره "المسيح" وكان قد أقنع عددا لا بأس به من النساء.
وقبل نهاية عام 1967، قام مانسون وبعض أتباعه بجولة في البلاد في حافلة تحمل رموز الهيبيين، وانتقل مع أنصاره إلى منزل أفخم وتقرّب إلى عدد من الموسيقيين المشهورين مثل دانيس ويلسون وغيره من منظمي الاستعراضات.
انتقلت جماعته (العائلة) إلى مزرعة مهجورة، حيث أصبح مانسون مهووساً بأغنبية )من ألبوم فريق الخنافس الذائع الأخير وقتها "الألبوم الأبيض".
فسّر مانسون كلمات هذه الأغنية لجون لينون وبول مكارتني على أنها تشير إلى بداية حرب بين البيض والسود. ورأى أن انتصار السود مشروط بالاستماع لتوجيهات "العائلة" لمساعدتهم في بناء نظام اجتماعي جديد.
أولى جرائم القتل التي قامت بها الجماعة كانت في يوليو/تموز 1969، عندما أرسل مانسون ثلاثة أعضاء إلى منزل أحد معارفه، غاري هينمان، الذي ظن مانسون، أنه يملك أموالاً مخبأة في منزله، وبعد احتجازه لمدة يومين، قتل هينمان طعنا حتى الموت من قبل أحد أفراد العائلة.
ضحايا بالصدفة
وفي آب/أغسطس، أرسل مانسون أربعة من