فقدت مراسلة صحيفة فولكسكرانت الهولندية، محفظتها في الشارع في بلدة ديريك بمحافظة الحسكة السورية.
كان بداخلها عدة أشياء، رخصة القيادة، البطاقات المصرفية، وألف دولار أمريكي نقداً، في سوريا، يعد هذا راتباً سنوياً في بعض الأحيان.
Holland
تقول: "عدنا مرة أخرى للبحث في ذات الشارع، لكن بالطبع لم تعد المحفظة موجودة هناك.
لم أستطع إلقاء اللوم على أي شخص: يمكن للسوريين استخدام محتويات محفظتي جيدًا، وربما أفضل مني، ولكني شعرت أني ما زلت أريد استعادتها مرة أخرى.
سألت ماذا سنفعل الان؟
نصح المرافق الخاص بي، من الصحفية المحلية التي رتبت كل شيء خلال هذه الرحلة، "لنقف فقط في المكان الذي فقدته فيه وننتظر، سيتم إحضار المحفظة".
اعتقدت أن هذه الخطة تبدو مجنونة ولكن لم يكن هناك خيارات أخرى.
كنا نقف هناك، في شارع مظلم في بلدة حدودية سورية، ننتظر عودة محفظتي من تلقاء نفسها.
مرت عدة دقائق ولم يحصل شيء، لكن المرافق الخاص بي أصر على الإنتظار.
قال: "هذه المحفظة سوف تعود من تلقاء نفسها"، لكني كنت أشك في ذلك.
ثم اقترب رجل منا في الظلام وسأل: "هل هي الأجنبية الذي فقد محفظتها؟" انه يحملها، و كل شيء لا يزال بداخلها، رخصة القيادة، ألف دولار نقدا.
قال تفضلي هذه محفظتك، عرضنا عليه مكافأة، رد بقول شكرا و انه لا يريد أي شيء لقاء ذلك.
هذا يجعل العمل في العالم العربي ممتعًا: يمكنك ترك أمتعتك متناثرة في كل مكان دون أي عواقب سيئة.
في بيروت، حيث كنت أقيم، من الطبيعي أن تترك الكمبيوتر المحمول على طاولة في مقهى، أو المنشفة على كرسي الشاطئ.
في الحفلات، لن يفاجأ أحد إذا تركت حقيبتك معلقة أثناء ذهابك إلى المرحاض، ستبقى مكانها طوال المساء.
حتى إذا نسيتها، فسيقومون بإبقائها في مكان معروف خلف طاولة الاستعلامات.
لا يعني هذا بالطبع أنه لا يوجد سرقة هنا
في البلدان العربية، السرقة هي امتياز للسياسيين وغيرهم من الرجال الذين يتمتعون بالسلطة، والذين ينهبون اموال عامة الشعب.
هذا هو السبب في خروج السكان في لبنان والعراق إلى الشوارع بشكل جماعي.
هذه هي السرقة في السر، تكون الغلة كبيرة والضحايا كثيرين.
عدت مؤخراً إلى هولندا، و عندما وضعت حقيبتي على
حافة الطاولة على شرفة بأمستردام، على جانب الشارع، تدخل أحد الأصدقاء في حالة صدمة، قال: "أنت هنا ولست في الشرق الأوسط."
المصدر: Volkskrant