هاجم الرئيس الفرنسي ماكرون بشدة دولًا مثل هولندا، و التي قال إنها لا تتضامن مع إيطاليا.
قال ماكرون في مقابلة مع صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، إنه من خلال تمسك هولندا بمتطلبات الميزانية القديمة بعناد، فإن مستقبل أوروبا والاتحاد الأوروبي أصبح في خطر، "إنها لحظة الحقيقة، هل ننظر إلى أوروبا كمشروع سياسي أو مجرد سوق مشتركة؟ أراها كمشروع سياسي، علينا التضامن".
Holland
سبب انتقاد الرئيس الفرنسي هو الخلافات حول مساعدة الدول الأوروبية في مكافحة فيروس كورونا.
تعارض هولندا وألمانيا الخطة الفرنسية للحصول على قروض أوروبية، مثل سندات اليورو، لصالح دول مثل إيطاليا.
رئيس الوزراء الهولندي روتا: الميزانية بالترتيب أولاً
وفقا لماكرون، هذه القروض هي علامة على التضامن، لكن رئيس الوزراء الهولندي روتا يعتقد أنه يجب على إيطاليا أولاً ترتيب ميزانيتها.
يقول ماكرون، لا ينبغي أن يكون الأمر كذلك، ووفقا له، لم يعد الأمر يتعلق بالديون ومشاكل الميزانية التي كانت تظهر في الماضي، ولكن الآن يتعلق الأمر بالمستقبل.
يقول ماكرون إن دولًا مثل فرنسا وألمانيا وهولندا تستطيع دعم الصناعة الخاصة بها بشكل كبير، لكن إيطاليا وإسبانيا واليونان ليس لديهم الأموال لأجل ذلك.
"هذا ليس عدلا، هذا تخريب، هذه مشكلة."
يقول الرئيس الفرنسي أنه في الأوقات غير العادية، يجب تقديم حلول غير عادية "ما نشهده الآن، لم يكن أحد يتخيله منذ ستة أشهر".
يجب تغيير طريقة التعامل:
يتعين على دول مثل ألمانيا وهولندا تبديل الطريقة، يقول ماكرون: "أنا على اتصال دائم مع أنجيلا ميركل ومارك روتا، إنهم قلقون كما أفهم، لكن علينا أن ننظر إلى المستقبل، إذا كنت تعتقد أننا سنجد الحلول من خلال الاستمرار كما كنا قديماً، فأنت تعاني من عدم ادراك الواقع".
الرئيس الفرنسي يقصد أن القادة مثل روتا وميركل يتمسكون بالأفكار القديمة ولا يريدون مواجهة حقيقة أن الواقع قد تغير.
"أوروبا وفكرة الاتحاد الأوروبي على المحك، هذا واضح"
يحذر ماكرون من أن أوروبا يجب أن تنجح في مواجهة أزمة كورونا معا، وإلا سيقول الناس غدًا: ماذا فعلت أوروبا من أجلنا؟ لم تحمينا أوروبا، ثم سيفوز الشعبويون، في إيطاليا وإسبانيا وربما في فرنسا وبلدان أخرى".
الخوف من الشعبوية:
الرئيس لا يخشى استخدام الكلمات الكبيرة، ويقارن الوضع اليوم بالوضع بين الحربين العالميتين.
"بعد الحرب العالمية الأولى، قالت فرنسا لألمانيا: الآن عليك أن تسددي ما عليكي، كان ذلك خطأً فادحًا، نمت الشعبوية في ألمانيا، بأسوأ ما يمكن تخيله".
يجب ألا تكرر هولندا وألمانيا هذا الخطأ مع دول مثل إيطاليا.
رسالة ماكرون: "لا يمكنك الاستمرار في القول للبلدان التي ارتكبت أخطاء: الآن عليك أن تدفع".
خلاف حول سندات اليورو:
إنها المرة الأولى التي يتحدث فيها الرئيس الفرنسي بجدية في المناقشة حول النهج الأوروبي تجاه أزمة كورونا، و لم يتم اختيار هذا التوقيت عن طريق الصدفة.
ستعقد الأسبوع المقبل قمة أوروبية حيث سيتم اتخاذ قرارات جديدة بشأن مساعدة دول مثل إيطاليا.
تم التوصل إلى أول اتفاق قبل أسبوع على حزمة دعم بمئات المليارات، كان ذلك بشكل أساسي للمساعدة السريعة.
لكن فرنسا تريد الذهاب إلى أبعد من ذلك والقيام بالمزيد، يريد ماكرون إنفاق أموال إضافية من خلال القروض التي يمكن للاتحاد الأوروبي الاستفادة منها والتي يضمنها الاتحاد الأوروبي أيضًا.
ويهدف هذا المال إلى انعاش الاقتصادات بعد أزمة كورونا
وقد عارضت هولندا بشدة حتى الآن سندات اليورو هذه، حيث يُخشى من أن الدول الغنية ستدفع حينئذٍ تكاليف الانضباط الضعيف في البلدان الأخرى.
المصدر: NOS