يستمر عدد الإصابات بفايروس كورونا بالازدياد في جميع أنحاء العالم. لدينا حاليًا في هولندا إصابات عديدة مع أقل من 100 مريض جديد يوميًا. و تجدر الإشارة إلى أن عدد الأشخاص الذين تم إجراء الاختبار لهم في ازدياد أيضًا. وكانت منظمة الصحة العالمية قد صرحت نهاية الأسبوع الماضي عن إصابة 212,000 شخص بشكل يومي, في حين بلغ عدد الوفيات حوالي 5000 شخص يومياً.
وعلى الرغم من كل عمليات إغلاق المتاجر، والكمامات، ومحاولات الحجر الصحي للمرضى، لا يزال الفيروس يتسارع بالانتشار. وقد ظهرت أحدث الإصابات في الأسابيع الأخيرة في دولتي الولايات المتحدة والبرازيل. كما يتزايد عدد المرضى الجدد بسرعة في الهند والمكسيك والعراق وجنوب أفريقيا.
وهناك العديد من البلدان التي قاومت بشكل جيد في البداية ضد Covid-19 ، ولكن يتعين عليها المقاومة مرة أخرى ضد الفايروس بعد أن قامت بتخفيف إجراءات الوقاية الاحترازية ضد فايروس كورونا. وكان إقليم كاتالونيا ومنطقة غاليسيا الواقعتان في اسبانيا قد بدأتا حملة ثانية لإغلاق المتاجر المحلية مع ارتفاع عدد الإصابات.
وتزامنا مع إعادة إحياء صربيا لقطاع السياحة, أعلنت حالة الطوارئ في العاصمة بلغراد بسبب ارتفاع عدد الإصابات مرة أخرى في حين أن السياح القادمون من صربيا ممنوعون من دخول اليونان لفترة وجيزة.
يبدو أن الإجراءات الحكومية لاحتواء الفيروس هي الإجراءات الصحيحة, لكن الإصابات الجديدة تُظهر أن الفايروس يمكن أن يعاود الانتشار في أي مكان إذا تم تخفيف التدابير مرة أخرى لذا فإن الدول التي لم تفرض تدابير صارمة للغاية، مثل البرازيل والولايات المتحدة، ستشهد في الواقع ارتفاع كبير في عدد الإصابات الجديدة.
ولم يتم اكتشاف اللقاح المضاد بعد، على الرغم من أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يأمل أن يكون جاهزا في شهر ديسمبر نهاية هذا العام.
هل من الممكن حدوث موجة جديدة من الفايروس؟
كبداية لا يعتبر العديد من علماء الفيروسات هذا المصطلح اسماً علمياً صحيحاً وغالبًا ما يتم وضع الختم على الإنفلونزا الإسبانية منذ عام 1918 عندما كانت موجة الخريف أكثر تدميراً من تلك التي حدثت في الربيع.
ولكن مع ظهور فايروس كورونا الحالي لم يكن هناك ركود عالمي حتى الآن. إذا نظرت إلى العدد اليومي للعدوى منذ بداية هذا العام، سترى زيادة مستقرة إلى حد ما مع ملاحظة أن عدد الأشخاص الذين تم اختبارهم قد زاد أيضًا.
لذا فإن البلدان التي كانت على المسار الصحيح، مثل صربيا، لم تواجه موجة ثانية من الفايروس. لقد سيطروا على الموجة الأولى مع إجراءات الحظر التي فرضوها، في حين تتعرض بعض البلدان الأخرى لموجة ثانية أشد عنفاً من سابقتها.
ويفضل بعض العلماء مقارنة الوضع الحالي مع حرائق الغابات المشتعلة, حيث أن بعض الأماكن ما زالت تشتعل بالفايروس.
ومع ذلك في هولندا وبقية أوروبا الغربية، يخشى العديد من الخبراء من شيء يشبه على الأقل هذه الموجة الثانية اعتباراً من الخريف المقبل. ومن المحتمل أن يبقى الفيروس بعيدًا إلى حد كبير هذا الصيف على سبيل المثال حيث تكون فرصة الإصابة أقل بكثير نظراً لارتفاع درجات الحرارة.
ولكن ماذا سيحدث عندما يأتي الخريف مرة أخرى ونشعر بالراحة مع التدفئة؟!