الرئيسية > أخبار العالم  >   قاصرون مغاربة في مل...

قاصرون مغاربة في مليلية يخاطرون بحياتهم للوصول إلى الضفة الأوروبية

التاريخ: 2021-05-27 11:00:34
 قاصرون مغاربة في مليلية يخاطرون بحياتهم للوصول إلى الضفة الأوروبية

يعاني نحو 200 مهاجر قاصر مغربي في مليلية من ظروف معيشية صعبة للغاية، إذ لا يمكنهم الاستفادة من خدمات الإيواء، كون طلبات لجوئهم مرفوضة، وبالتالي يجدون أنفسهم في الشارع دون أي سقف أو معيل. هدف هؤلاء الوحيد هو مغادرة مليلية باتجاه البر الإسباني، قبل أن تلقي السلطات الإسبانية القبض عليهم وتعيد ترحيلهم إلى المغرب.
ولتحقيق هدفهم، يعتمد المراهقون على وسائل أقل ما قد يقال عنها إنها خطرة، فهم مستعدون لوضع حياتهم على المحك من أجل الوصول إلى الضفة الأوروبية.
النجاح بالعبور من المغرب إلى جيب مليلية الإسباني هو بالنسبة إلى المهاجرين بمثابة إنجاز وفرصة للاحتفال، لأنهم باتوا الآن أقرب إلى أوروبا، وبالنسبة إلى الكثيرين منهم تمثل تلك الخطوة بداية تحقيق الأحلام التي لطالما راودتهم.
لكن الأمر ليس بتلك السهولة هناك، فبعد الوصول إلى الجيب الواقع شمال المغرب، سرعان ما تتكشف أمام المهاجرين وقائع لم تكن بالحسبان، أهمها صعوبة الحصول على اللجوء، فضلاً عن شبه استحالة مغادرتهم للمدينة دون موافقة السلطات على ذلك. أكمل بالأسفل



المئات من هؤلاء المهاجرين هم من القاصرين المشردين في شوارع مليلية، معظمهم مغاربة اضطروا للهرب من ظروف الفقر والبطالة في بلادهم بحثاً عن فرص أفضل ومستقبل أكثر أمناً.
لكن واقع هؤلاء الأطفال يوحي بصورة مغايرة عن أحلامهم، ففضلاً عن كونهم مشردين، هم عرضة للعنف المتواصل من قبل الشرطة والحرس المدني الإسباني، كما أنهم لا يملكون أي مدخول يخولهم الاعتناء بأنفسهم، فيعتمدون بشكل شبه كلي على المنظمات غير الحكومية العاملة في المدينة.
لا يوجد الكثير من الخيارات أمام هؤلاء الأطفال، إما البقاء وتحمل الوضع، أو العودة إلى المغرب، أو إيجاد طريقة للهرب إلى البر الإسباني، وهذا ما يسعى معظمهم إلى تحقيقه.
أثناء الحديث معهم والاستماع إلى تجاربهم بمحاولات الهرب، يخيل إليك أنك تشاهد فيلماً سينمائياً بتفاصيل مدهشة. أيوب وعبد الرحمن وحسن وإسماعيل وغيرهم، قاصرون مغاربة تحدثوا عن تجاربهم بمحاولات الهرب من ذلك "السجن المفتوح" حسب قولهم الطريق الوحيد المتاح أمامهم هو البحر وذلك عبر محاولة الوصول إلى إحدى السفن أو العبّارات المتجهة إلى البر الإسباني.
يطلق هؤلاء المراهقون على تلك المحاولات اسم "ريسكي" (RISKY)، وهي كلمة بالإنكليزية تعني المخاطرة. وتلك التسمية مقصودة بالنسبة إليهم، فهم لا يعلمون عواقب محاولاتهم تلك، التي إما أن تنجح أو يتم اكتشافها من قبل الشرطة الإسبانية، أو الأسوأ وهو أن يلفظوا أنفاسهم الأخيرة وهم عالقون في إحدى السفن.
إسماعيل، مهاجر مغربي يبلغ من العمر 17 عاماً، قال إنه مستعد لخوض تلك المخاطرة حتى لو كلفه ذلك حياته فوفقا للمراهق، ستكون تلك النتيجة أفضل من حياته في مليلية وبالتأكيد أفضل من عودته لأهله في المغرب بعد فشله بتحقيق أحلامه بانتشالهم من الفقر. أكمل بالأسفل




موقع الصليب الأحمر الهولندي - اضغط هنا

Girl in a jacket








ما هي "ريسكي"؟
يومياً تغادر ثلاث عبارات من ميناء مليلية إلى ألميريا أو موتريل في البر الإسباني محملة بأشخاص وبضائع ، ويومياً يتجمع العشرات من المهاجرين القاصرين قبالة رصيف الميناء بانتظار الفرصة المناسبة لعبور السور الأول ثم اجتياز السلك الشائك ثم التسلل عبر إحدى فتحات العبارات المخصصة إما لإدخال البضائع والمؤن أو لتخزين حبال المرسى.
يتوزع القاصرون على عدة نقاط، في المقابل تنتشر وحدات الشرطة داخل الميناء استعداداً لمنع القاصرين من الدخول.
المحاولات اليومية للمهاجرين جعلت الشرطة بحالة تأهب دائمة لمواجهتهم. قبل دخول العبارة الأولى إلى المرفأ، تبدأ الأحداث.
زملاء لهؤلاء القاصرين يعتلون أحد أبراج القلعة الأثرية المقابلة للميناء، يرشدون أصدقاءهم حول مواقع دوريات الشرطة، ويستعدون لمساعدة من يتم القبض عليه.
صراخ وتصفيرات تسود المنطقة مع انطلاق المجموعة الأولى. يتسللون إلى حرم الميناء الخارجي، ينتظرون فرصتهم لينطلقوا مسرعين إلى السياج الذي يفصلهم عن الرصيف. يتسلق أحدهم السياج، يبلغ طوله حوالي أربعة أمتار، يدعس على السلك الشائك أعلاه ثم يقفز. وهكذا تعاد المحاولات إلى أن يتمكن أعضاء تلك المجموعة من النفاذ. هذا نظرياً، حيث من المرجح أن يتم اكتشافهم من إحدى دوريات الشرطة التي تجوب الرصيف بشكل متكرر، فيتم طردهم إلى خارج الميناء.
مجموعة أخرى تنتظر عند القسم المخصص لإدخال المؤن إلى العبارات. خطتهم هي السباحة إلى القوارب المطاطية الراسية قبالة العبارات، ومع حلول الظلام يتسللون إليها ، تلك خطة جيدة لهؤلاء المراهقين، لكنه سرعان ما يتم اكتشافهم وطردهم إلى الخارج.
أما الطريقة الأخطر فهي أن تنتظر مجموعة لحظة إبحار العبارة، كل واحد منها يمل حبلا معقودا بطرفه، يقفزون في الماء مباشرة ثم يحاولون رمي الحبل على جسم العبارة آملين أن يعلق في إحدى زواياها ويجرهم وراءها باتجاه البر.
الطرق التي أفادنا بها هؤلاء المهاجرون لا تنتهي، جميعها تبدو خطيرة للغاية وغير منطقية، لكن بالنسبة إلى هؤلاء المراهقين هي طرق معقولة، وهي سبيلهم الوحيد للخروج من مليلية.
آمال المراهقين بمواجهة عنف الشرطة
مع مغادرة العبارات وفشل المراهقين بتحقيق خططهم، تحضر وحدات من الشرطة والحرس المدني لتبدأ بمطاردتهم بعيداً عن محيط المرفأ. خلال تلك المطاردات يتعرض المهاجرون للضرب الشديد على أيدي قوات إنفاذ القانون. عبد الرحمن، أحد المهاجرين القاصرين المغاربة، قال إن "عناصر الحرس المدني يضربوننا دون تمييز. تسببوا لصديقي بكسور في قفصه الصدري، وآخر كسروا له يده وقدمه".
وقد يقدم رجال الشرطة على ممارسات تتخطى العنف، تهدف إلى "إذلال" هؤلاء المهاجرين. فهم قد يقدمون على قص شعر القاصرين أو إجبارهم على خلع ملابسهم أو إلقاء أحذيتهم في الماء.
أثناء الانتظار والتحدث للمراهقين، علا صراخ بعض المعتلين لأبراج القلعة الأثرية. أحد رجال الأمن هاجم زميلهم، قام بإلقائه أرضاً وانهال عليه بالضرب المبرح، قبل أن تتوقف إحدى السيارات وتترجل منها امرأة تصيح بالشرطي، الذي ولى راكضاً. أكمل بالأسفل



حضرت سيارة للصليب الأحمر بعدها لتقديم الإسعافات للمهاجر المراهق الذي كانت تسيل الدماء من جبهته، ويبدو بحالة سيئة.
هل نجح أحد من هؤلاء المهاجرين بالوصول إلى البر الإسباني؟
ما من إحصاء رسمي لعدد من نجحوا في محاولات هربهم من مليلية بتلك الطريقة. المنظمات غير الحكومية العاملة مع المهاجرين المراهقين في مليلية تجد صعوبة في معرفة أعداد من يحاولون القيام بالـ"ريسكي". ووفقاً لفيلومينا من جمعية "عجلات التضامن" (Solidary Wheels)، من غير الممكن "إحصاء أعداد من نجحوا بالخروج من مليلية بتلك الطريقة. قد يتمكن خمسة من المغادرة هذا الأسبوع، ثم لن ينجح أحد خلال الأسابيع المقبلة. هذا يعتمد على الظروف العامة، فعلى سبيل المثال خلال عطلة عيد الفصح، تمكن 12 مهاجراً قاصراً من الوصول إلى البر الإسباني بعد التسلل إلى العبارات، ربما تمكنوا من النجاح كون الكثير من عناصر الشرطة كانوا في إجازة حينها".
وتقدر المنظمات غير الحكومية وجود بين 200 و300 مهاجر مغربي قاصر في مليلية دون مأوى، وهؤلاء مهددون بالترحيل إلى المغرب في أي لحظة نتيجة اتفاقيات وقعتها كل من إسبانيا والمغرب.
"حياتنا هنا ليست سهلة كما ترون"، يقول حسن، "نحن نحاول يومياً الهرب من هذا الجحيم". يتحدث المهاجر المراهق وهو يمسك بحقيبة صغيرة وضع فيها حاجياته الأساسية، كما قام بتغليف هاتفه الخلوي بالنايلون لحمايته من المياه في حال اضطر للقفز في البحر. "لم أنجح اليوم في العبور"، ويضيف، لكني بالتأكيد سأحاول غداً وبعد غد.
لن أستسلم قبل أن أتمكن من الوصول إلى البر الإسباني،أنا متأكد من أن القدر سيبتسم لي قريبا وأنعم أخيرا ببعض الأمان الذي أحلم به".


يمكنك الاعجاب بصفحتنا على الفيسبوك
Logo

الخبر كما من المصدر




الليرة السورية لحظة بلحظة

آخر تحديث: 2024-11-26 12:49:56

حالة الطقس

نحن نستخدم ملفات كوكيز

هذا الموقع يستخدم ملفات الارتباط الكوكيز من أجل تحسين المزايا والخدمات المقدمة للمستخدم

يمكنك دائماً تغيير اعدادات الكوكيز على هذا الموقع عبر الذهاب الى صفحة سياسات ملفات Cookies