الرئيسية > أخبار العالم  >  مهاجرون مشردون يفترش...

مهاجرون مشردون يفترشون إحدى حدائق باريس

التاريخ: 2021-06-04 15:06:16
مهاجرون مشردون يفترشون إحدى حدائق باريس

حديقة عامة شمال باريس تحولت مع بداية الأسبوع الجاري إلى تجمع للمهاجرين المشردين في باريس.
نحو 300 شخص جاؤوا إلى تلك الحديقة واستقروا بها، بعد أن كانوا قد شاركوا في مسيرة في ساحة الجمهورية للمطالبة بتأمين مساكن ملائمة لهم.
في حديقة عامة غير بعيدة عن محطة قطارات الشرق (Gare de l’est) في الدائرة العاشرة للعاصمة الفرنسية، انتشرت عشرات الخيام الملونة على المساحات العشبية الخضراء للحديقة. مهاجرون كانوا قد شاركوا في مظاهرة يوم الأحد الماضي احتجاجاً على ظروفهم المعيشية وللمطالبة بتأمين مساكن لهم، تجمعوا في هذه الحديقة لاحقاً بانتظار حل لقضيتهم أكمل بالأسفل  




أعمار مختلفة ولغات متنوعة، منهم من جاؤوا من السودان، آخرون من الصومال، وآخرون من أفغانستان واليمن والتشاد وإثيوبيا، جميعهم استوطنوا الجزء الغربي من الحديقة.
سكان الحي غير منزعجين من المشهد، بعضهم بات يتعمد المجيء إلى الحديقة للتحدث إلى هؤلاء المهاجرين.
جان، فرنسي من سكان الحي الملاصق للحديقة، كان يجلس بصحبة أربعة مهاجرين من الصومال، قال إن مجيئهم هنا "أضاف بعض الحركة على الحي،هي فرصة لنا جميع لنتعرف على مآسي هؤلاء الأشخاص و يجب أن يبقوا هنا ليضغطوا على الدولة لتأمين حلول لهم".
واتجه المهاجرون ومجموعة من الناشطين إلى هذه الحديقة، بعدما نظم تحالف لعدد من الجمعيات (Le collectif Réquisitions) مساء الأحد مظاهرة في ساحة الجمهورية، للتنديد بظروف استقبال المهاجرين وضد عمليات إخلاء الشرطة للمخيمات.
وطالبت تلك الجمعيات الدولة بإيجاد سكن لنحو ألف مهاجر يعيشون في شوارع العاصمة أو في تجمعات غير رسمية، مشيرة إلى أن الغالبية العظمى من هؤلاء هم من طالبي اللجوء الذين وصلوا إلى الأراضي الفرنسية في الأشهر الأخيرة.
وكانت الجمعيات نظمت مظاهرة مماثلة في 12 أيار/مايو الجاري. وعلى الرغم من أن الدولة حينها أكدت أنها تكفلت بـ 708 أشخاص، إلا أن حوالي 100 مهاجر بقوا دون مأوى.أكمل بالأسفل     





موقع الصليب الأحمر الهولندي - اضغط هنا


Girl in a jacket







في وسط التجمع الرئيسي لخيام المهاجرين، قامت إحدى المنظمات غير الحكومية، المشاركة في تحالف الجمعيات الداعي لتظاهرة المهاجرين، بإنشاء زاوية لتوزيع الطعام عليهم ولتزويدهم بآخر المعطيات حول وضعهم الحالي.
"تضامن وتعاطف من سكان الحي مع المهاجرين"
فيليب كارو، من جمعية "ويلسون للتضامن مع المهاجرين" (Wilson Migrant Solidarity)، كان يقف أمام الطاولة الرئيسية في تلك الزاوية يحاول تنسيق عمل المتطوعين وتوزيعه المهمات عليهم. كان الإرهاق يبدو على وجهه حين باشر بالتحدث عن الوضع العام في الحديقة، "نحاول توفير المستلزمات الأساسية للمهاجرين هنا في الحديقة على قدر الممكن، مثلاً تمكنا من توزيع أغطية من النايلون عليهم ليفترشوها تحت أمتعتهم كي لا تتأثر بالرطوبة مساء".
ويضيف "تلقينا الكثير من المساعدات من سكان الحي، بعضهم يحضرون المواد الغذائية، وآخرون يأتون ليدردشوا معنا ومع المهاجرين. لقد وجدنا تعاطفاً من قبل سكان الحي، كما من موظفي البلدية المعنيين بالاعتناء بالحديقة".
أثناء الحديث غالباً ما يأتي أحد المتطوعين لمقاطعة كارو وسؤاله عن تفصيل معين، أو لإخباره بورود المزيد من التبرعات للمهاجرين، وفي كل مرة كان الرجل الخمسيني يبتسم للمتطوعين قائلا "هذا جيد جداً".
يقول "الإحساس بالتضامن عال جدا هنا وبفضل ذلك نجحنا حتى الآن بتوفير الغذاء للجميع،نوزع الطعام ثلاث مرات يومياً، وهو عبارة عن مواد جافة ومعلبة لا تتلف بسهولة. مساء أمس وصلنا مبلغ من التبرعات استطعنا شراء الشطائر للجميع و نقوم بما بوسعنا لتجنب الهدر وتأمين الطعام للجميع".أكمل بالأسفل  





ويوضح العضو في المنظمة الإنسانية أنه "ليلة الأحد، كان هنا نحو 600 شخص، بقي منهم 300 معظمهم يأتون من أفغانستان والصومال والتشاد والسودان ما من مشاكل تذكر حتى الآن، على العكس، فهم يقومون بمساعدة عمال النظافة من خلال الإبقاء على الحديقة نظيفة حتى أن بعضهم يحاول التواصل مع زوار الحديقة بشكل ودي".
وحول تأمين الاحتياجات اليومية للمهاجرين من ماء ومراحيض مثلاً، يقول كارو "يستخدمون صنابير المياه هنا في الحديقة للشرب والاغتسال، إلا أنه لا توجد مراحيض قريبة، والمجلس البلدي في الدائرة العاشرة لباريس يرفض إنشاء مراحيض هنا".
أما حول تجاوب السلطات فيقول "ما من مبادرات حقيقية من جانب السلطات حتى الآن يبدو أن الأمور مازالت تراوح مكانها".
"لن يكون أمامهم سبيل لقضاء حاجتهم سوى في الحديقة"
يان مانزي، من منظمة "يوتوبيا" المعنية بشؤون المهاجرين، قضى في الحديقة ليلتين متتاليتين يقول "نحن نطالب الدولة بتأمين المساكن لـ 700 شخص، كما طالبنا من لحظة وصولنا هنا بضرورة إنشاء مرحاض لهؤلاء المهاجرين، لكن السلطات المحلية ترفض ذلك.
هل يدركون ما الذي سيخلقه قرارهم هذا؟ هل يعرفون أن هؤلاء المهاجرين لن يكون أمامهم سبيل لقضاء حاجتهم سوى في الحديقة؟".
وأشار مانزي إلى أن الشرطة "حضرت صباح أمس لوضع حواجز بين المهاجرين ورواد الحديقة، إلا أن ذلك لم يكن ضرورياً، فالمهاجرون وسكان الحي يلتقون ويتحادثون، هناك علاقة إنسانية بينهم".
ووفقاً للمتطوع الإنساني، فإن الظروف إجمالاً في حديقة فيلمان أفضل بكثير من نظيرتها في بورت دو لا شابيل، "المهاجرون يعتنون بنظافة المكان، ما من سيارات حولهم، كما أنهم أحرار بالبقاء هنا أو المغادرة. لكن ما أود قوله هنا هو أن الظروف ليست مثالية، فإذا أمطرت السماء ماذا نفعل؟ ستغرق الخيم وحاجيات المهاجرين في الوحل، ما الذي تنوي الدولة فعله لمعالجة هذا الأمر؟".
وكان مانزي قد صرح في وقت سابق أن بعض المهاجرين يواجهون صعوبات بالتسجيل لدى مكتب الهجرة "أوفي"، وآخرون لديهم أوراق رسمية لكنهم دون مأوى، وقال إنه خلال الأسبوع الماضي "وصل 200 شخص جديد إلى باريس، العديد منهم أفغان وغير قادرين على التواصل مع مكتب الهجرة". أكمل بالأسفل






مستقبل غير واضح
أكدوا المهاجرين أنهم يعانون من ظروف معيشية صعبة للغاية، فضلاً عن كونهم لا يعرفون ما الذي سيحصل لهم لاحقاً.
محمد، مهاجر تشادي أكد أنه منذ لحظة وصوله الأراضي الفرنسية لم يجد طريقة توضح له كيف يمكنه طلب اللجوء والاستفادة من الخدمات التي تقدمها السلطات للمهاجرين.
أما عبده، وهو مهاجر يمني، فقد عبر عن غضبه من الطريقة التي يتم التعاطي بها معهم كمهاجرين في فرنسا، خاصة من موضوع الإيواء الظرفي، حيث يتم إيواؤهم لفترة زمنية قصيرة قبل أن يعودوا إلى الشارع.
بدوره، شكر سعيد، وهو مهاجر سوداني، المنظمات غير الحكومية التي تعتني بهم كمهاجرين، إلا أنه شدد على أن تلك المبادرات مرحلية، ويجب على السلطات إيجاد حلول أكثر استدامة لأزمة اللاجئين لديها.
حسين، مهاجر أفغاني ترك بلاده منذ ست سنوات، تحدث عن معاناة مضاعفة عاشها في فرنسا ولوكسمبورغ وإسبانيا، ليعود إلى فرنسا قبل نحو 20 يوماً ليعاود الكرة من جديد. يقول حسين إنه أمضى ست سنوات على طريق الهجرة مشرد، وأنه لا يريد إضاعة المزيد من الوقت، فإن لم يحصل على اللجوء في فرنسا فسيعود إلى أفغانستان، على الرغم من المخاطر التي يترتب عليه مواجهتها نتيجة تلك الخطوة.
وإلى أن يتم النظر بقضية هؤلاء المهاجرين، سيكون عليهم الانتظار في العراء إلى أن تقوم السلطات بتأمين مساكن لهم ريثما يتم النظر بطلبات لجوئهم.




يمكنك الاعجاب بصفحتنا على الفيسبوك
Logo

الخبر كما من المصدر




الليرة السورية لحظة بلحظة

آخر تحديث: 2024-12-10 06:46:25

حالة الطقس

نحن نستخدم ملفات كوكيز

هذا الموقع يستخدم ملفات الارتباط الكوكيز من أجل تحسين المزايا والخدمات المقدمة للمستخدم

يمكنك دائماً تغيير اعدادات الكوكيز على هذا الموقع عبر الذهاب الى صفحة سياسات ملفات Cookies