مازالت معاناة اللاجئين الفلسطينيين في تايلاند مستمرة، فمؤخرا أصبح ليس لديهم سوى خيارين، اما الاعتقال والتهديد بالترحيل، أو الاختباء الذي لن يدوم طويلا.
ففي صباح اليوم الجمعة بدأت السلطات التايلنديّة، حملة اعتقالات واسعة جديدة، شملت لاجئين فلسطينيين من العراق وسوريا.
اللاجئون في تايلاند، أفادوا لموقع " فلسطينيو العراق" أنّ الحملة شملت ثلاثة مناطق وهي " بتكنن، لاتباو ، و رمكهنك" حيث بدأت الشرطة بمداهمة الأبنيّة والشقق والمطاعم التي يتواجد فيها اللاجئون، ما اضطّر بعضهم للهرب عبر أسطح الأبنية للإفلات من يد الشرطة.

وكانت "الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان" قد دعت مؤخرا إلى وقف ملاحقة اللاجئين الفلسطينيين الذين فروا إلى تايلاند طلبا لمكان آمن لهم هربا من واقع العنف والاستهداف في كل من سوريا والعراق.
وانتقدت "الفيدرالية العربية" التي تتخذ من لندن مقرا لها في بيان، ما يتعرض له ما يزيد عن عشرات اللاجئين الفلسطينيين في تايلاند من استهداف وملاحقة وتهديد بالسجن في ظل عدم الاعتراف الرسمي بهم من حكومة بانكوك بصفتهم كلاجئين.
وأضاف اللاجئون أنفسهم في حديث مع موقع فلسطينيو العراق، أنّ اوضاعهم في غاية الصعوبة والخطورة، وباتوا محبوسين داخل منازلهم يتتبعون الأوضاع عبر الهاتف، مشيرين إلى أنّ مفوضيّة الامم المتحدة لشؤون اللاجئين، أخبرتهم بأنها لا تستطيع أن تفعل لهم أيّ شيء، ونصحتهم بالهرب إلى أماكن أخرى، وبأنها ستضمن عدم تسفيرهم في حال اعتقالهم.
جواب المفوضيّة أثار انتقادات اللاجئين، وتسائل بعضهم حول فائدة عدم التسفير في حال جرى سجن اللاجئ لفترات طويلة، كما طالبوا المفوضيّة في الإسراع بعمليّة إعادة التوطين في حال وجدت أصلا.
كما طالب اللاجئون بإيصال صوتهم، والقيام بحملات إعلاميّة واسعة ولفت أنظار المنظمات الحقوقية، والتدخل لإنهاء وحل هذه المعاناة وايقاف الحملات والاعتقالات بحق اللاجئين الذين يوجد من ضمنهم العديد من كبار السن والعجزة والمرضى فضلا عن النساء والاطفال .
يذكر أنه لم يجري أي تحرك رسمي من السلطات أو السفارات الفلسطينية لنجدة اللاجئين الفلسطينيين في تايلاند حتى هذه اللحظة ، وسط دعوات من ناشطين فلسطينيين لسرعة التحرك والانتقادات الشديدة لهذا الصمت الرسمي المخزي.
ووفقا للمعلومات، فإنّ نحو 600 من فلسطينيي سوريا وغزّة والعراق، يتهددهم الترحيل، بعد انتهاء مدّة التأشيرة الممنوحة لهم من قبل السلطات التايلنديّة، ورفض تجديدها لهم، ما يضعهم بدائرة شديدة من الخطورة، لكونهم لا يستطيعون الذهاب إلى وطنهم، وعدم وجود اي دولة مستعدة لاستقبال هذه العائلات واستحالة العودة الى الدول التي قدموا منها بسبب سوء الاوضاع الأمنية هناك.
المصدر : موقع لاجئين ووكالات.
Holland