الكومبس : حادث مأساوي شهدته بلدية نيبرو، Nybro، الخميس الماضي، عندما لقى الطالب السويدي من أصل فلسطيني، سيف عويس، 17 عاماً حتفه غرقاً في مياه بحيرة Linnea أثناء مشاركته في سباق سباحة سنوي، إعتادت المدرسة على إقامته منذ عقود مع بداية كل فصل دراسي جديد.
لم تكن عائلة الفقيد في ذلك اليوم، متوقعة أن تتلقى مثل هذا الخبر المفاجىء الصادم، لإعتقادها أن أبنها في مدرسته الثانوية، Åkrahällskolan، يواصل نشاطه الدراسي مع بقية زملاءه، ولم يكن لديها أي علم بأمر المسابقة وظروفها.
يقول أديب عويس، الشقيق الأكبر لسيف لشبكة “الكومبس” : ” صدمتنا كانت كبيرة في ذلك اليوم. نزل الخبر كالصاعقة علي وعلى والدي ووالدتي وأشقائي، ومن شدة الصدمة، لم ندرك حقيقة الأمر الا بعد مرور ساعات من وقوع الحادث”.
الشرطة تطرق الباب!
ويتابع: “طرقت الشرطة باب منزلنا عند الساعة 5:30 دقيقة عصراً في اليوم الذي وقع فيه الحادث وأخبرونا، أن سيف مختفي في المياه، وأنهم يواصلون البحث عنه. لم نصدق الشرطة في بادىء الأمر، وأخبرناهم أن سيف في المدرسة، الا أنهم شرحوا لناعن نشاط المدرسة، عندها توجهنا معهم الى موقع الحادث”.
ويضيف: “هناك، كانت المنطقة مطوقة من قبل الشرطة، ورجال إنقاذ وغواصين في المياه، ومروحية هليكوبتر تحوم حول البحيرة، بحثاً عن سيف، كان من الصعب تصديق، أن أخي سيف هو موضوع كل عمليات البحث تلك، لأننا كنا نعتقد أنه في المدرسة وبقيت طوال فترة البحث، والتي استمرت ساعتين بعد وصولنا الى المكان، وأنا أحاول تهدئة الوالد والوالدة من أن سيف سيكون بخير وأن كل شيء سيكون على ما يرام”.
بحيرة معتمة!
يوضح أديب، قائلاً: “إعتادت إدارة المدرسة، التي كان يدرس فيها سيف على إعلام أهالي الطلبة بالنشاطات التي تقوم بها، وأن العائلة، كانت تناقش كل نشاط مدرسي، يشارك فيه سيف، ظروفه، وجهته، المشاركون فيه وأمور على هذه الشاكلة، لكن ما حصل مع هذا النشاط، أنه لم يجر إعلامنا، بأي شيء حول الأمر، وهذا ما جعل خبر غرق سيف ينزل علينا كالصاعقة”.
ووفقاً لأديب، كان سيف قادرا ًعلى السباحة، كما أكدت مدرسته ذلك، ايضاً، لكن هذه كانت المرة الأولى التي يسبح بها في بحيرة، يتراوح عمق مياهها بين 13-25 متراً، تسود العتمة
مياهها، بالشكل الذي يصعب على المرء رؤية ما تحته في الماء.
يقول أديب، إن مروحية الشرطة التي كانت تحول حول البحيرة لم تتمكن من رؤية ما في داخلها بسبب عتمتها، كما أن الغواصين، ذكروا أنهم غير قادرين على الرؤية الجيدة الا على عمق قريب وبإستخدام الضوء.
سيف غريقاً!
ووفقاً لأديب وما تناقلته وسائل الإعلام، استغرقت جهود البحث عن سيف حتى إخراجه من مياه البحيرة ثلاث ساعات، كان أفراد عائلته خلالها وزملاءه في وضع لا يُحسدون عليه، وهم بإنتظار بصيص أمل في أن مكروهاً لم يمس أبنهم! الا أن الواقع شيء أخر.
يواصل أديب حديثه، قائلاً: “أخرجوا سيف وحملوه مباشرة بواسطة سيارة إسعاف الى المستشفى، وهناك أجروا عليه الإسعافات الأولية، الا أن ذلك لم يفيد بشيء، فقد ظل أخي تحت المياه لمدة ثلاث ساعات طويلة. لتبلغنا المستشفى بعدها، بإن جهودهم لم تفلح في إنقاذ حياته”.
وتابع: “كنا جميعاً في حالة دهشة كبيرة، أصحيح ما يجري معنا؟ هل خسرنا سيف فعلاً؟ لماذا وكيف حصل ذلك؟ من المسؤول عن ذلك؟ كنا في وضع صادم”.
طلب المساعدة!
وعن الظروف التي أحاطت بسيف قبل غرقه، قال: “كان عليه أن يقطع البحيرة من أحد طرفيها الى الطرف الآخر، 300 متراً، ممثلاً عن مجموعة من زملاءه، وعندما وصل منتصف المسافة، بدأ ينادي بطلب المساعدة، وحاولت إحدى الطالبات، إسعافه، لكنه اختفى في المياه قبل أن تفعل ذلك، وعندما وصلت الى الطرف الثاني، لتعلم بقية زملاءهم، الذين كانوا ينتظرون توثيق وصوله بالفيديو، كانت الوقت قد فات. سيف لم يصل أبداً الى الطرف الآخر من البحيرة”.
اهمال من المدرسة!
وكالعادة وفي مثل هذه الحوادث، زار وفد يتضمن ممثلين عن المدرسة والبلدية وخدمات الإنقاذ، منزل سيف، وعبروا عن أسفهم على الحادث، وتحدثت كل جهة من طرفها عما حصل.
وقال أديب: “تحدثت مديرة المدرسة عن النشاط وكيف أن المدرسة، دأبت على إجراءها في كل عام، وأنها تأسف لما حصل مع سيف”.
وأضاف: “نحن كمسلمين، نرضى بأمر الله وبأن أخي توفي، لكن ما كنا ننتظره، هو أن تعترف المدرسة بخطأها ومن أنها لم تجر إستعداداتها لإقامة مثل هذا النشاط، وأن سيف خسر حياته بسبب الإهمال”.
خيبة أمل!
ونقل أديب خيبة أمله وعائلته بما حصل، وانتقد أن أي مدرس أو معلم رياضة أو موظف من المدرسة لم يكن مرافقاً للطلبة في نشاطهم المدرسي هذا، بل تُركوا لوحدهم، بدون إتخاذ أية إجراءات احترازية، كما أن الطلبة لم يزودوا، بأي قارب نجاة أو وسيلة تساعد في مثل هذه الحالات، خاصة أن السباق، كان يقضي، بإن يقطع كل طالب البحيرة لوحده، لحين وصوله الى الطرف الآخر، فيما يقوم الطلبة الأخرين بتصويره بالفيديو من الطرف الآخر.
وحملّ أديب المدرسة مسؤولية ذلك، مشيراً الى أن الطلبة وأثناء وقت المدرسة، يكونون بعهدة المدرسة، وهي من تتحمل مسؤولية حمايتهم من أي مخاطر محتملة أو على الأقل تقيم نشاطاتها في ظروف مؤمنة.
وقال: “واجهنا مديرة المدرسة بجميع هذه التساؤلات، لكنها بدت مرتبكة ولم تعرف كيف ترد ولا زلنا في إنتظار أجوبة من البلدية أو المدرسة”.
وأوضح، أن عائلته رفعت شكوى ضد المدرسة الى مفتشية المدراس ومصلحة بيئة العمل، بخصوص ذلك، وأنهم في إنتظار ما ستقوم به الجهتان من إجراءات.
وعن شقيقه الراحل، سيف، قال: “في اليوم الذي وقع فيه الحادث، حصل سيف على براكتيك، وكان سعيداً جداً بذلك. كان إنسان متفاءل جداً ومحب للحياة والعمل. مبتسم طوال الوقت، لم نره حزين أبداً، شخص يحب مساعدة الآخرين وكان يطمح في إكمال دراسته، شخص أحبه جميع من عرفه”.
لينا سياوش للكومبس